التعليم الإلكتروني ( Distance learning )
ـ التعليم بمفهومه المعاصر لازال مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بالجذور القديمة لمفهوم التعليم القائم على التلقي من المعلم والمدرب، وهذا أسلوب قديم يجبرنا واقعنا المعاصر بظهور تقنياته الجديدة والحديثة على تطوير الأساليب والطرق التعليمية لنواكب العصر الذي نعيشه ونصلح نظامنا التربوي بجميع حيثياته.
فلم يعد الهدف من التعليم إكساب المتعلم المعرفة والحقائق العلمية وتطبيقاتها بل انطلق الهدف إلى أهداف متعددة تتلخص في إكساب المتعلم المهارات اللازمة والقدرات الممكنة لنجعله فردا منتجا معتمدا على ذاته مرنا في التعامل مع متغيرات عصره لصناعة حياة جديدة مستقلة عن التبعية.
ـ لذا كي ننطلق إلى تعليم متقدم وجب علينا معرفة خصائص تعليمنا المعاصر ومكامن الضعف فيها, فالتعليم المعاصر يختص بعدة أمور منها :
• الاعتماد على الحفظ والاستذكار من المتعلم ولا ينتظر منه التحليل والتفكير.
• وقوف المتعلم في خانة المتلقي والمعلم في خانة الملقن دون تحاور أو نقاش.
• تقييد المعلمين لطلابهم بما دار في الصف وبما كتب في مذكراتهم.
• غياب مهارة السؤال لدي الطلاب فلا تجد أسئلة استنباطية أو عن الكيفية والعلل.
ـ لذا ومع ظهور التقنيات الحديثة والشبكات العنكبوتية أثر كبير في خلق أساليب متطورة للتعليم من أهمها وأحدثها التعليم الإلكتروني.
ولان التعليم الإلكتروني جديد علينا فنادرا ما تجد من يعرفه تعريفا صحيحا, فتجد الغالب من المهتمين بالتعليم يضعونه في خانة التعليم عن بعد (Distance leearning) وهذا يعتبر جزء من التعليم الإلكتروني وليس التعليم الإلكتروني بحد ذاته.
ـ وقد عرف التعليم الإلكتروني الكثير من المختصين فقد عرفه (غلوم ( 1424هـ) بأنه نظام تعليمي يستخدم تقنيات المعلومات وشبكات الحاسب الآلي في تدعيم وتوسيع نطاق العملية التعليمية من خلال مجموعة من الوسائل منها : أجهزة الحاسب الآلي، الشبكة العالمية للمعلومات والبرامج الإلكترونية المعدة إما من قبل المختصين في الوزارة أو الشركات) .
وعرف ( بأنه التعليم الذي يهدف إلى إيجاد بيئة تفاعلية غنية بالتطبيقات المعتمدة على تقنيات الحاسب الآلي الشبكة العالمية للمعلومات ، وتُمَكّن الطالب من الوصول إلى مصادر التعلم في أي وقت ومن أي مكان ) ـ العويد والحامد (1424هـ).
ـ ومن هنا يمكننا أن نستشف بأن التعليم الإلكتروني أسلوب تعليمي حديث قائم على استخدام التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال المتقدمة لإيصال المعلومة والمعرفة بطريقة تفاعلية في أي وقت وأي مكان يتواجد فيه المتلقي.
إذا نستطيع أن نحدد أهدف ومميزات التعليم الإلكتروني في انه يسهل عملية الوصول للمعلم والمادة التعليمية ويثري ساحات النقاش بين الطلبة من خلال البريد الإلكتروني أو ساحات الحوار المتاحة عبر البرامج الحديثة, مما يسمح بتبادل الخبرات بين الطلبة والمعلمين, تواجد عنصر التشويق والجذب للطلبة من خلال الوسائط التفاعلية المستخدمة لعرض المحتوى العلمي والسماح للطالب بالمشاركة فيها, وهذا كله بأقل التكاليف والأعباء الملقاة على عاتق المعلم اوالمدرب .