الاسير المحرر المحرر الكركي: نشعر بخروجنا من القبور إلى الجنة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام


قلما تجد أناسًا بهذه الشجاعة والبطولة والتدين والتواضع، تتحدث إليهم تتجاذب معهم أطراف الحديث، فلا تمل ولا تكل من توجيه الأسئلة لديهم، هذا ما كان لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" مع المحرر إلى غزة وهو من مدينة الخليل، رجائي سعدي الكركي (34 عاماً).

الكركي هو شاب وسيم أعزب، غزير الشعر وذو لحية خفيفة مهذبة، توفي والداه وهو في السجون الصهيونية.

العملية الأولى

يتحدث الكركي عن تهمته التي اعتقل على إثرها في سجون الاحتلال، حيث يقول "نفذنا أنا واثنين من زملائي أول عملية فدائية كانت في انتفاضة الأقصى، حيث تمكنا بفضل الله من قتل اثنين من المغتصبين الصهاينة وجرح اثنين آخرين".

ويضيف "كنا بفضل الله أول خلية تُكشف لتنفيذ العمليات في الضفة المحتلة مطلع انتفاضة الأقصى، وقد تم اعتقالنا جميعاً بعد تلك العملية بأيامٍ قليلة، وذلك من خلال جرائم التنسيق الأمني الذي كان في بدايته حينها".

موت سريري ثم نجاة

ويتحدث المحرر الكركي وهو يبتسم ويحمد الله قبل كل كلمة ينطق بها، "بعد ثمانية شهور فقط من دخولي الأسر، تعرضت لحادثة فقدت فيها الوعي لأكثر من 36 ساعة، وقد قال الأطباء في المستشفيات الصهيونية حينها أني دخلت في حالة موت سريري وانتظروا موتي، لكن فضل الله وحكمته وعظمته شاءت أن أستيقظ وكأن شيئًا لم يكن، وعدت إلى طبيعتي بفضل الله وكرمه".

لا تتركوا الأسرى

في دعوة شعرت أنها خرجت من قلبه قبل إلى أن تخرج إلى أي أحدٍ آخر، قال الكركي "يا رب لا تترك إخواننا الأسرى في سجون الاحتلال الصهيونية وحيدين"، ثم مضى داعياً المقاومة والفصائل والشعب كله بألا ينسوا الأسرى.

ويضيف "هم بأمس الحاجة إلى من يمد يده إليهم، فلا تتركوهم أرجوكم واهتموا بقضيتهم عسى الله أن يفرج كربهم قريباً".

ويصف المحرر الكركي حال الأسرى إثر عملية أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط على يد المقاومة فيقول، "كان الأسرى في السجون الصهيونية منسيين ليس لهم أحد ولا يتعرف عليهم أحد كما كان يوسف عليه السلام في البئر، وعندما وقع شاليط في الأسر وكأن أحداً جاء من أعلى البئر ليقول لكل أسير، هل من أحد هنا لأنقذه، وبالفعل رقص الأسرى وتهللوا فرحاً بهذه العملية، إلا أنها لم تشمل الجميع فهذا أمر طبيعي".

الخروج من القبور

ويصف المحرر رجائي الكركي، الذي أبدى إعجابه بما رآه لدى دخوله قطاع غزة لأول مرة، حياة السجون قائلاً "ووالله إنها حياة صعبة جداً وقاسية ومرة"، ويؤكد أنه يشعر كأنه خرج من القبر إلى الجنة – كما يقول -.

وكما وصف الكركي يوم الخروج من القبور، يقول "كان مشهداً مؤلماً بكل حياة السجن التي قضيناها لأكثر من 11 عامًا، فقد تركنا خلفنا رجالاً عمالقة وكبار، ولكنهم في لحظة الوداع بكوا بكاءً حاراً فلم نستطع على احتمال هذا المشهد المؤلم فقد كان كالنار تحرق في قلوبنا".

وأضاف "لقد كنا نستعجل الابتعاد عن أحبابنا الذين تركناهم من خلفنا، حتى نخفف عنهم حدة البكاء، لكن فرحتنا بالخروج كانت ممزوجة بالنار".