عامر أبو سرحان .. عندما تتوافق ذكرى الاعتقال والإفراج

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

الحادي والعشرون من تشرين أول (أكتوبر) لم يكن يومًا عاديًّا في حياة الأسير المحرر عامر أبو سرحان؛ فهو التاريخ الذي لا يمكن أن ينساه في حياته موازاة بعدد سنوات الاعتقال التي أمضاها في غياهب السجون الصهيونية.

فكان تاريخ اعتقاله الحادي والعشرين، وهو عدد سنوات اعتقاله، وقد صادف هذا التاريخ بعد يومين من الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت بين حركة "حماس" والاحتلال الصهيوني، بوساطة مصرية، فبالرغم من انزعاجه من هذا الرقم فقد أبدى أبو سرحان تفاؤلاً كبيرًا به خصوصًا أنه صادف يوم الإفراج عنه.

لم يخفِ أبو سرحان (40 عامًا) مشاعر الفخر والاعتزاز لما قام به من عمليات بطولية أوجعت الكيان الصهيوني وقادته، وكان له الفخر أيضًا أن يطلق عليه لقب "مفجر ثورة السكاكين" والتي أشعل لهيبها مطلع الانتفاضة الأولى بطعن ثلاثة مغتصبين صهاينة.

أبو سرحان، الذي قضى أكثر من نصف عمره داخل السجون الصهيوني، من مواليد 18-1-1972، غير أنه لا يبدي أيَّ ندمٍ على هذه السنوات، ويعتبرها رخيصةً في سبيل الله. كما يقول.

أبو سرحان كان له الشرف بأن تكون له ابنة وحيدة، ولافتخاره بحركته أطلق عليها اسم "حماس"، ولكن الاحتلال الصهيوني بعنجهيته رفض تسجيلها بهذا الاسم، فأسماها جدها "جهاد" فيما ظل زملاؤه الأسرى ينادونه باسم "أبو حماس" مما أثار غيظًا في قلوب السجانين.

كان ولازال الكثيرون من الناس يعتقدون أن أبو سرحان قد استُشهد خلال تنفيذه لإحدى العمليات الاستشهادية، وكان ذلك من خلال الأناشيد التي ظهرت وذُكر فيها اسمه، حيث يعتبر أبو سرحان هذا الموقف من الطرائف، وهو يقول أنني لازلت على قيد الحياة وأفتخر بهذا العمل الذي أتقرب به إلى الله.

يبدو أبو سرحان منشرح الصدر وهو يجلس أمام شاطئ بحر غزة في أحد أفخم فنادق القطاع وذلك لأول مرة منذ 21 عامًا، وحدثنا وكلامه يمتزج بين الجدية والضحك: "بحر وكراسي وعصير وخبز طازج وطعام فاخر، وقبل يومين فقط كنا نجلس على كراسي حديدية ونأكل طعامًا سيئًا وكنا لا نرى أمامنا إلا الجدران ووجوه السجانين الخاسئة، ولكننا اليوم نرى جمال خلق الله من الطبيعة: البحر والشجر".

ولكن ما كان ينغص عليه هذا الجو الجميل، فراقه عن الأهل؛ حيث أفرج عنه الاحتلال إلى قطاع غزة وليس إلى الضفة، حيث يسكن أهله، ولكنه استدرك بابتسامة لطيفة: "ولكن أهلي سيأتون هنا إلى غزة قريبًا جدًّا، وأنا أنتظرهم بلهفة وشوقٍ وحنين، إني مشتاق لهم كثيرًا جدًّا".

وحين سؤالنا له عن رسالة من الأسرى للعالم، أجاب بأن الأسرى سعداء بالصفقة، حتى وإن لم تشملهم، لأنها أزالت العار، فالعار أن يكون سجين قضى 34 عامًا في السجون الصهيونية ولم يتحرك له أحد من العرب، في حين استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تحررهم بعد أن كانت قد وعددتهم واليوم أوفت، وكان وعدها صادقًا".

ويؤكد أبو سرحان أن الوحدة الوطنية هي "أحوج ما يحتاجه الأسرى في مواجهة العنجهية الصهيونية داخل السجون، مشددًا على أن أسر الجنود هو السبيل الأنجع والأنجح لتحرير كافة الأسرى".

ودعا الأسير المحرر العالم بأن يتحرك لنصرة الأسرى وتحريرهم، حتى يتفرغ الجميع لتحرير المسجد الأقصى من أيدي الظلم والبطش الصهيونية.