لا تبكى على اللبن المسكوب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

بعض الناس يعتبر طبعه الذى نشأ عليه وعرفه الناس به شيئا لازما له لا يمكن تغييره فيستسلم له كما يستسلم لطول جسمه أو لون بشرته مع أن الذكى يرى ان تغيير الطباع اسهل من تغيير الملابس ... فطباعنا ليست كاللبن المسكوب الذى لا يمكن تداركه او جمعه بل هى بين ايدينا بل نستطيع باساليب معينه ان نغير طباع الناس
وبناءا علي ذلك سأذكر لكم قصه طريفه توضح لنا انه من السهل تغيير طباعنا
ذكر ابن حزم في كتابه ( طوق الحمامه ) انه كان في الاندلس تاجر مشهور وقع بينه وبين اربعه من التجار تنافس فأبغضوه وعزموا علي ان يزعجوه ..
فخرج ذات صباح متجها الي متجره لابسا قميصا ابيض وعمامه بيضاء .. لقيه أولهم فحياه ثم نظر الي عمامته وقال .. ما أجمل هذه العمامه الصفراء
فقال التاجر : أعمى بصرك ؟!! هذه عمامه بيضاء
فقال : بل صفراء .. صفراء لكنها جميله
تركه التاجر ومضى .. فلما مشى خطوات لقيه الثاني فحياه ثم نظر الى عمامته وقال : ما أجملك اليوم .. وما أحسن لباسك خصوصا العمامه الخضراء .. فقال التاجر : يا رجل بيضاء
قال : بل خضراء
قال : بيضاء اذهب عني .. ومضى المسكين يكلم نفسه وظل ينظر الى طرف عمامته المتدلي علي كتفه ليتأكد انها بيضاء ..
وصل الي دكانه وحرك القفل ليفتحه فأقبل اليه الثالث وقال يا فلان ما أجملك هذا الصباح .. خاصة العمامه الزرقاء ..
نظر التاجر الي عمامته ليتأكد من لونها .. ثم فرك عينيه
وقال : يا أخي عمامتى بيضااااااء
قال : بل زرقاء .. لكنها عموما جميله .. ثم مضى
بعده دخل عليه الرابع .. وقال : أهلا يا فلان . ما شاء الله من أين اشتريت هذه العمامه الحمراء ؟!
فصاح التاجر : عمامتى زرقاء
قال : بل حمراء
قال التاجر : بل خضراء .. لا .. لا بل بيضاء .. لا .. زرقاء .. سوداء .. ثم ضحك .. ثم صرخ .. ثم بكى .. وقام يقفز !!!
قال بن حزم : فلقد كنت اراه بعدها في شوارع الاندلس مجنونا يحذفه الناس بالحصى !!
فأذا كان هؤلاء بمهارات بدائيه غيروا طبع رجل .. بل غيروا عقله !
فما بالك بمهارت مدروسه منوره بنصوص الوحى يمارسها المرء تعبدا لله تعالى بها ..
فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنه لتسعد..[/align]
وان قلت لى : لا استطيع ..!
قلت : حاول..
وان قلت : لا أعرف ..!
قلت : تعلم ..
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( انما العلم بالتعلم ، وانما الحلم بالتحلم )
صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم